عمرو خالد: أسعى الى اقتلاع جذور الارهاب باليمن
بالرغم من امتناع الرئيس اليمني علي عبد صالح من إجراء أي مقابلات صحفية، إلا انه بالنسبة للداعية الاسلامي المصري عمرو خالد وضع استثناء، فقد وصفه صالح بأنه ''رجل طيب''، لكن الموضوع بلا شك لا يقف عند كونه رجلا طيبا، فهناك أكثر من ذلك، إذ صارت شهرة خالد في العالم العربي قريبة من شهرة نجوم موسيقى الروك في الغرب.
يقول خالد: ''هدفي الاكبر هو اقتلاع جذور الارهاب في اليمن، وتشجيع الناس على الروح الايجابية، ومواجهة المتطرفين والقول لهم: نحن لا نريدكم في بلادنا''.
مجلة ''تايم'' الأمريكية قارنت خالد بالواعظ المسيحي الشهير بيلي جراهام، فبرامجه التلفزيونية تجلب مشاهدين اكثر من مشاهدي برنامج اوبرا وينفري، كما ان مشاهدات مقاطع الفيديو التي تبث له على موقع يوتيوب وصلت إلى نحو 26 مليون مشاهدة، وله نحو مليوني صديق على صفحته الخاصة في موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.
خالد، الانيق ببدلته الغربية وابتسامته المميزة واسلوبه الجذاب، يدعو الى اسلام حديث معاصر وتقدمي، ويشجع على التعايش بين الاديان، وينصح المسلمين بكيفية ادماج عقيدتهم بالعالم المعاصر.
الرئيس اليمني
خالد ليس اماما كما قد يظن البعض، بل هو في الاصل محاسب في احدى كبريات شركات التدقيق المحاسبي في العالم، وهي شركة ''كي بي ام جي''.
انزعاج سلطوي
وبات من السهل إدراك لماذا اصبحت شعبية خالد الطاغية مزعجة وغير مريحة بالنسبة لبعض الحكومات السلطوية في الشرق الاوسط.
ففي الماضي اجبر على ترك بلاده، مصر، لتصبح بريطانيا ملاذه ومستقره ومنطلقه لبث دعوته، حيث دعا اخيرا الى تغييرات اجتماعية.
يقول خالد عندمت كان في اليمن: ''نحتاج الى مستقبل افضل في الشرق الاوسط، نحتاج الى تنمية هذه المنطقة من العالم. الشباب فيها محتاجون الى فرصة، والعالم يجب ان ينصت لهم ويدعمهم''.
وخالد موجود في اليمن في مهمة طموحة، كما يقول، تتمثل في فتح جبهة الحرب ضد تنظيم القاعدة في معقلها الرئيسي، خاصة بعد تصريحات الرئيس اليمني الذي أصر ان بلاده ليست مهد الارهاب، بل هي ضحية له.
المكان المثالي
في أكثر من صيغة او شكل تعتبر اليمن مكانا مثاليا للقاعدة، فنظامها الاجتماعي القائم على النفوذ والعقلية القبلية يضعف ويحد من سلطة وهيبة الحكومة المركزية في انحاء البلاد.
فالحرب في شمال البلاد بين الحوثيين والحكومة في صنعاء مضى عليها زمن، حتى نسي البعض لماذا اندلعت اصلا، وهناك الفساد الواسع الانتشار، الى جانب ضغوط الحركة الانفصالية في الجنوب.
تنظيم القاعدة استفاد من فقدان الثقة وعدم التعاون بين اجهزة الاستخبارات اليمنية والسعودية والامريكية.
مهمة خالد
مهمة خالد تتمثل في وضع حد لسطوة القاعدة في اليمن، وهي مهمة بدأت في اجتياح الاعلام اليمني بخطبة في مسجد صالح الضخم وسط العاصمة.
قال خالد، في تلك الخطبة التي حضرها نحو 50 ألفا داخل المسجد، وآلافا آخرين خارجه، وملايين المشاهدين في شاشات التلفزيون، ان الرسالة واضحة، وتتمثل في ان من واجب الجميع دينيا حماية الاعتدال والحفاظ عليه.
ودعا خالد في خطبته كل اب وكل ام ان ''يحموا اولادهم من تسلل التطرف اليهم''.
وتتركز مهمة خالد في اليمن على تغيير عقلية الشباب، ''الشباب يمكن ان يصنعوا الفرق، الشباب يمكن ان يغيروا، يمكنهم ان يقتلعوا جذور الارهاب من اليمن''.
على مستوى تطبيقي بدأت جمعية ''البداية الصحيحة''، التي انشأها خالد، في تدريب القادة الشباب والائمة لنشر رسالة الاعتدال في المساجد والمدارس.