لا تحزني أيتها الحائض !!!

قدر الله تعالى الحيض على بنات آدم

و في رمضان و في العشر الأواخر منه ، يتحرى أهل الإيمان من الرجال و النساء
تلك الليلة العظيمة التي وصفها رب العالمين بأنها ليلة مباركة

كما يجتهد الرجال و النساء في استغلال الليالي الوترية تحرياً
لتلك الليلة .

إلا أن المرأة قد يفجأها الحيض في تلك الليالي ، و يكون تلبسها بالحيض في تلك الليلة مانعاً لها من الصلاة ،

و لكن هل يعني هذا أنها حرمت من ليلة القدر ؟؟؟

بالتأكيد فضل الله واسع

و أجر المسلمة حين يحول الحيض بينها و بين الصلاة في تلك الليلة مكتوب .. حيث وعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن
من حال بينه المرض و السفر و بين ما كان يعمله كتب الله له أجر ما كان يعمله صحيحاً مقيماً
فقد روى البخاري رحمه الله في صحيحه :

حدثنا مطر بن الفضل حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام حدثنا إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي قال سمعت أبا بردة واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر فكان يزيد يصوم في السفر فقال له أبو بردة سمعت أبا موسى مرارا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا

و لكن يبقى أن أهمس همسات في أذن اخواتي همسات :

أيقتصر العمل في ليلة القدر على الصلاة ؟؟
أإذا حيل بينك و بين الصلاة فقد حيل بينك و بين الفوز بليلة القدر ؟؟؟

بالتاكيد : لا

فالعمل الصالح باب واسع
فالمسلمة الحائض تعمل من الخير ما تستطيعه ، فليس شئ لا تستطيع فعله إلا الصلاة ،
و الطواف بالبيت الحرام

و لنا في حديث عائشة حين اشتكت لرسول الله من الحيض فأرشدها أن تفعل ما
يفعل الحاج غير ألا تطوف بالبيت كما روى ذلك البخاري في صحيحه :
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت قدمت مكة وأنا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة قالت فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال افعلي كما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري

و نحن نقيس هذا على ذاك

فالحائض في رمضان و تحديداً في ليلة القدر ، تفعل كل شئ غير ألا تطوف بالبيت ، و تدع الصلاة ، و الصوم

فلها أن تطرق ما تشاء من أبواب الخير ، و من ذلك :
- تقرأ القرآن ، فالحائض لا تمنع من قراءة القرآن
- تسبح و تستغفر
- تدعو الله في كل وقت وحين
- تطعم الطعام
- تفطر الصائمين
- تساعد المحتاج
- تتصدق
- و لا تنس أن تقول : اللهم إنك تحب العفو فاعف عني ، و تكثر منه

فإن عائشة رضي الله عنها حين سألت النبي : يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».

و هذا القول من رسول الله نفهم منه أموراً :

أولها : أن هذا الذكر بذاته يشرع و يتأكد في تلك الليلة .

ثانيها : أن الدعاء في تلك الليلة من أفضل ما يعمله المسلم .

و أختم بمعنى هام في المقصود بإحياء الليل
و ان إحياء الليل ليس خاصاً بالصلاة ، بل يشمل جميع الطاعات ،
وبهذا فسره العلماء :
قال الحافظ : ( وأحيا ليله ) أي سهره بالطاعة .
وقال النووي : أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها .
وقال في عون المعبود : أي بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن .

تقبل الله منا و منكم صالح القول و العمل

و كتبنا و إياكم من المقبولين

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

لا تحزني أيتها الحائض !!! 1155439658

منقول