في أحد أيام الصيف الماضي وبينما أنا عائد من عمل يوم شاق ، وبينما كنت أقود سيارتي الجديدة بلونها
الأسود الآخاذ ، وفخامتها المتميزه وزجاجها الأسود . وإذ بي قد شاهدتها بارزة ، بين بنات جنسها وقد
لفتتني بشموخها وجمالها من بين اقرانها ، الذين كانوا محيطين بها ، كالملكة كانت بين وصيفاتها ، فلم
أقاوم هذا البهاء وتوقفت ، وبدأت أرمقها بنظراتي . وكأنها بادلتني النظرات ، لم أقو على مقاومة إغراءها
وأحسست تجاهها بدافع قوي ، وكنت أدري مسبقا ان زوجتي والأولاد ، سوف يمضون النهار عند حماتي (
أطال الله في عمرها ) على ان أوافيهم في المساء ، فقلت في نفسي " فرصة لا تفوت"
مضت بضعة دقائق لن أدخل في تفاصيلها ، وما جرى خلالها من” أخد ورد” . المهم ، ها هي الآن معي
وبجواري في المقعد الأمامي للسيارة (لول…). تحركت بسيارتي و أدرت جهاز الراديو وصرت أرمقها من
حين لآخر بنظراتي ، وهي تتمايل يمنة ويسرة على أنغام الموسيقى ، الاّ أنها بقيت صامتة لا تتكلم ، وما
حاجتي أنا بكلامها ، فليس هذا ما يهمني
فجأة ، لاح لي من بعيد حاجز للشرطة ، قد بدا يدقق في السيارات وفي هويات أصحابها . سارعت الى ربط
حزام الأمان تجنبا للمشاكل ، الاّ انني بدأت أتصبب بالعرق ، رغم عمل جهاز التبريد في السيارة ، وما ان
وصلت قرب الحاجز ، حتى أشار لي الشرطي بالمرور، وقد غمرني بإبتسامته الأنيقة
تنفست الصعداء ، وأكملت طريقي دون أن أتعرض للتدقيق . ما أقلقني هو أنني ما كنت أحمل رخصة لزجاج
سيارتي ، الذي يخفي من الخارج رؤية من بداخل السيارة ، فقد بات في بلدنا بحاجة للترخيص . نعم
وكالعادة في بلدنا ، يحترمون المظاهر الكاذبة ، ولو كنت أقود سيارة قديمة لأشبعوني تدقيقا وكأنني من
أصحاب الشبهات أو من أهل الأجرام أو العبوات
أما رفيقتي فلم تكن تبالي بكل ما حصل وعادت لتتراقص على أنغام الموسيقى ، مما جعلني أقفل جهاز
الراديو، ليعم الصمت من جديد داخل السيارة . همزتني نفسي ان أمد يدي اليها اتلمسها ، الاّ أنني فضلت
الاهتمام بالقيادة ، وعدم رفع يدي عن المقود ، حتى نصل البيت سالمين - ما حا تهرب مني……لاحقين
وصلت البيت ، وما كدت انهي ركن السيارة في المرآب ، حتى سارعت الى حمل عروستي بين يدي
وهنا كانت المفاجأة التي ما كانت في الحسبان ، فقد فوجئت بولدي الصغير وقد ظهر فجأة ، واندفع نحوي
صائحا …. أبي أبي … ماذا ارى بين يديك ؟؟؟!!! أمي أمي تعالي وانظري
حاولت جاهدا إسكاته حتى لا يسمع صوته الجيران ، الاّ أنني لم أفلح ، حتى بدا لي ان الناس في الحي جميعا
قد بلغهم النداء . لكن ماذا جرى ؟ ولماذا هم في البيت ؟ هل ألغوا زيارتهم لحماتي ؟ ( أطال الله في عمرها
) أم ماذا حصل . وما هي الا هنيهات ، حتى بدت زوجتي ومعها باقي الأولاد وقد واكتملت عندي جميع
عناصر المفاجأة
قالتها بانفعال : لماذا يا عزيزي، أما يكفي ؟ واندفعت الى داخل البيت ، دون أن تعطيني أي فرصة لأشرح لها
أو أبرر لها ما حصل
واجتمع ابنائي حولى ينظرون لي نظرة عتاب ، وهنا اشتعل غضبي ، وأمرت إبني الكبير بإحضار السكين
الكبيرة فورا
ففعل , وضعت يدي علي رفيقة الطريق أتلمسها وأقول : ما أجملك ولكن ماذا أفعل ، سوف تلاقين مصيرك
كما الأخريات. وبنظرة الوداع الأخيرة ، وقد تلاقت نظرات الاولاد فيما بينهم ، وبضربة واحدة ومن منتصفها
قطعتها نصفين وبصوت واحد الكل صاح
حمرا حمرا متل الدم
الحمد لله ، لقد وفقت هذه المرة في شراء هذه البطيخة ، وربحت التحدي ، وانحلت عقدتي وعقدة العائلة ،
فقد اعتدت كلما أشتريت لهم بطيخة ان تطلع بيضاء او زهرية اللون ، حتى أخذت العائلة علي العهد ، أن لا
اشتري البطيخ بعد اليوم ، وقد خطر لي ان أحاول في غيابهم مع هذه البطيخة الرائعة ، حتى اذا ما صدمتني
كالعادة ، واريتها وأخفيت أثرها ، قبل أن أُلاقيهم مساءا …. عند حماتي ……أطال الله عمرها...
ههههههه
منقول