hosam eldin
الابراج : العمر : 49 عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 21/03/2010 نقاط : 5517 الموقع : www.fadfadam3a.ahlamontada.net
| موضوع: الطيب شيخًا للأزهر.. آمال هل تتحقق؟ ........منقول الأربعاء مارس 31, 2010 12:55 pm | |
| الطيب شيخًا للأزهر.. آمال هل تتحقق؟ الطيب شيخًا للأزهر.. آمال هل تتحقق؟ الاثنين 06 ربيع الثاني 1431 الموافق 22 مارس 2010
سمير العركي
أخيرًا.. وبعد حالة من الترقب والجدل حول تسمية المرشح الجديد لمنصب سيخ الأزهر الذي خلا بوفاة د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق.. أصدر الرئيس المصري محمد حسنى مبارك، قرارًا جمهوريًا بتعيين الدكتور أحمد الطيب شيخًا للجامع الأزهر، ليكون بذلك الثامن والأربعين في سلسلة المشيخة منذ أن تقرر العمل بنظام المشيخة في عهد الدولة العثمانية منذ عام 1690م ( 1101هـ ).
وكانت حالة من الجدل قد شغلت الأوساط الإسلامية في مصر وغيرها حول المرشح القادم لمنصب شيخ الأزهر، والذي طالما نظر إليه على أنه أرفع منصب سُني على مستوى العالم.. وكانت بورصة الترشيحات محصورة في دائرة ضيقة، تشمل اسم د. على جمعة مفتى البلاد، ود. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، ود. أحمد عمر هاشم شيخ الطرق الصوفية ورئيس جامعة الأزهر السابق وأخيرًا د. أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، والذي حسم الاختيار لصالحه.
من هو شيخ الأزهر الجديد؟
ينحدر د. أحمد الطيب من أسرة ضاربة الجذور في أعماق التربة الصوفية، فوالده هو الشيخ محمد الطيب الحساني الهاشمي، شيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية والتي تعاقب عليها آل "الطيب" رئاسة وانتسابًا.
وقد حصل على شهادة الماجستير في العقيدة والفلسفة من جامعة الأزهر عام 1971، كما عمل مدرسًا مساعدًا للعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر في أكتوبر1972، ثم مدرسًا للعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر في أغسطس 1977، وأستاذًا مساعدًا للعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من 1سبتمبر1982، وأستاذًا للعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من 6 يناير 1988 حتى تاريخ هذه السطور.
كما شغل الطيب منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة "قنا"، ثم انتدب عميدًا لذات الكلية بأسوان، ثم سافر إلى باكستان ليعمل عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية هناك.
وعين أحمد الطيب مفتيًا لجمهورية مصر العربية عام 2002م حتى نهاية عام 2003 م، لينتقل بعدها إلى رئاسة جامعة الأزهر حتى صدور قرار تعيينه شيخًا للجامع الأزهر.
وأيضًا تولى الطيب عددًا من المهام الدينية الأزهرية الأخرى؛ فعين رئيسًا للجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعضوًا لمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعضوًا لمجمع البحوث الإسلامية، وعضوًا للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضوًا للجمعية الفلسفية المصرية.
ولم تقتصر حياة الطيب على التدريس والإفتاء فقط، بل ساهم في إثراء المكتبة الفلسفية بالعديد من المؤلفات، منها على سبيل المثال:
* "مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف".
* "أصول نظرية العلم عند الأشعري".
* "مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية".
* "مباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف".
* "مدخل لدراسة المنطق القديم".
* "الجانب النقدي في فلسفة أبى البركات البغدادي".
والدكتور / أحمد الطيب يجيد الفرنسية تحدثًا وكتابة؛ حيث ذهب إلى فرنسا للحصول على الدكتوراه من جامعة السوربون، وعمل محاضرا جامعيا مدة من الزمن في فرنسا وصدرت له ترجمات باللغة الفرنسية، منها:
** ترجمة كتاب Chodkiewiez, Prophetie et Sainteté dans la doctrine d>Ibn Arabi من الفرنسية إلى العربية بعنوان: الولاية والنبوة عند الشيخ محيي الدين بن عربي.
** ترجمة المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي.
** ترجمة كتاب: Osman Yahya, Histoire et classification de l>oeuvre d>Ibn Arabi (2 volumes ) من الفرنسية إلى العربية بعنوان: مؤلفات ابن عربي تاريخها وتصنيفها.
كما أنه يجيد اللغة الإنجليزية، وهذا ما جعله منفتحًا على الثقافات الأخرى، وحاول مدة رئاسته لجامعة الأزهر أن يمد جسور التعاون والتبادل الثقافي مع العديد من جامعات أوروبا وأمريكا.
آمال وتحديات
بالرغم من أن الفاطميين أرادوا للأزهر عند إنشائه أن يكون منارة للمذهب الشيعي، وخاصة المذهب "الإسماعيلي"، إلا أن إرادة الله – تعالى – شاءت أن يتحول الأزهر بعد ذلك إلى إحدى أهم المنائر العلمية والثقافية للمذهب السُّني، إن لم يكن أهمها على الإطلاق.. ومن هنا فقد اكتسب منصب المشيخة زخمًا قويًا، وصار محمّلاً بأعباء جمة، ومعْقِدًا لآمال عظيمة تخطت حدود الدولة التي تحتضنه "مصر" لتشمل رقعة العالم الإسلامي كله، ومن هنا كانت الآمال المعقودة على منصب شيخ الأزهر والتي يمكننا تلمُّسها في النقاط التالية:
أولاً: إصلاح التعليم الأزهري.
فمنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر صار التعليم الديني محطًّا لأنظار مخططي السياسة الأمريكية، والذين نظروا إليه على أنه أحد أهم الأسباب وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر، نتيجة حالة الكره التي يزرعها في نفوس الطلاب منذ الصغر.
ولم يكن الأزهر بعيدًا عن مرمى هذه النيران، رغم أنه دائمًا ما يصنَّف على أنه معقل الوسطية في العالم الإسلامي، حتى إن البعض اعتبر القرار الذي اتخذته الحكومة المصرية منذ فترة بوقف بناء المعاهد الأزهرية، وتحويل ما لم ينضم للأزهر الشريف منها حتى الآن إلى التعليم العام، ورفض تحويل المعاهد الأزهرية الخاصة إلى حكومية، أو قيام الأزهر بالإشراف عليها.. كل هذا اعتبر رضوخًا للضغوط الأمريكية.
كما اشتملت القرارات الحكومية حينها على البدء بدراسة جدية لإمكان تحويل بعض المعاهد الأزهرية إلى مدارس أو منشآت تابعة لوزارة التعليم، وإعادة النظر في المناهج والمقررات التعليمية التي تدرَّس؛ بما يعمل على إعداد خريجين لديهم مهارات أساسية، وأولوية مطلوبة لسوق العمل، كما تضمّن القرار إعادة حصر المعاهد الأزهرية، وتلك التي استُكملت، ولم يتم الترخيص لها بعد، لضمها إلى وزارة التربية والتعليم.
وقد ذكرت بعض المصادر أن شيخ الأزهر الراحل د. محمد سيد طنطاوي أبدى استياءً شديدًا من الضغوط الأمريكية لأول مرة، ورفض هو ورئيس الجامعة – آنذاك – الدكتور أحمد الطيب مقابلة السفير الأمريكي 'ديفيد والش' الأسبق في القاهرة؛ إذ كان سيناقش معهم تطوير مناهج الجامعة والأزهر بصفة عامة.
واعتبر د. نصر فريد واصل، مفتى مصر السابق، أن إلغاء التعليم الأزهري هو إلغاء لِهُوية مصر الإسلامية. كما أن الاستجابة للضغوط الأمريكية تعدُّ وصمة عار في جبين المسئولين، واعترافًا بما تحاول واشنطن ترويجه بأن تعليمنا الديني يُخرِّج متطرفين.. لذا فالتصدي لهذه المخططات الخبيثة واجب على مسئولي وعلماء الأزهر لمواجهة الحملة العاتية على التعليم الديني.
كما أنه جرت محاولات – وما زالت – لفرض الاختلاط في أروقة الجامعة العريقة، والتي مازالت تحافظ على مبدأ الفصل بين الجنسين، عبر تخصيص جامعات مستقلة لكل منهما.
ورغم كل ما سيق فالتعليم الأزهري بات في حاجة ماسة للتطوير والتجديد؛ بحيث يمكنه الوقوف على أقدام ثابتة أمام التحديات الضخمة التي يواجهها، خاصة وأن التعليم الأزهري كان أحد الأدوات الفعالة في بسط النفوذ المصري خارج الحدود، لاسيما في الدول الإفريقية، والتي غالبًا ما ينظر المسلمون فيها للأزهر على أنه الممثل الشرعي للمسلمين في العالم، ودائمًا ما استُقبل شيخه في هذه الدول استقبال الملوك والرؤساء.
كما أنه يحتاج أن يستعيد دوره القديم؛ باعتباره أهم الجامعات الإسلامية التي تضطلع بتخريج العلماء والمؤهلين للتصدي للفتوى.
ثانيًا: الأزهر والحركة الإسلامية
لعل حالة الخصام والشقاق البادية بين الأزهر والحركة الإسلامية تعتبر من المفارقات الغريبة، خاصة وأن الطرفين يلعبان دورًا محوريًا في الدعوة إلى الإسلام والعمل على الحفاظ على هوية الأمة وثوابتها.
فالأزهر بتاريخه الطويل لعب دورًا لا ينكره أحد في الدعوة والحفاظ على هوية الأمة، خاصة عندما دهم نابليون وجنوده مصر عام 1798م، فقد تصدى له الأزهر بشيوخه وطلابه، حتى أُجبر على الرحيل بعد ثلاث سنوات فقط قضاها في مصر، ولكن الأزهر تعرض لحملة إضعاف وتهميش بدأت منذ تولي محمد على حكم مصر عام 1805م وبلغت أوجها في فترة الستينات فيما عرف وقتها بقوانين تطوير الأزهر.
وعلى الجانب المقابل فإن الحركة الإسلامية لعبت دورًا لا يمكن جحده في الحفاظ على هوية الأمة وثوابتها، خاصة بعد إلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924م والمحاولات الحثيثة التي جرت حينها لمحاصرة كل ما هو إسلامي ومنه الأزهر ذاته، عندما عمد الاحتلال البريطاني إلى التوسع في التعليم العام على حساب الأزهري، وكانت المفاجأة وقتها عندما خرجت الحركة الإسلامية من رحم الجامعات التي أرادها الاحتلال محضنًا للعلمانية.
وقد عمد الشيخ حسن البنا – رحمه الله - منذ البدايات الأولى لتأسيس حركة الإخوان المسلمين إلى إنشاء قسم خاص للطلبة الأزهريين، اعترافًا منه بدور الأزهر القائد في خدمة الإسلام. وقد ضم ذلك القسم وقتها أسماء لمعت بعد ذلك في سماء الدعوة والفُتيا، منهم الشيخ محمد الغزالي، والشيخ السيد سابق والشيخ أحمد حسن الباقوري، والشيخ عبد المعز عبد الستار، وغيرهم. وقد تعرضت العلاقة بين الأزهر وبين الحركة الإسلامية لاهتزاز شديد، خاصة وأن الأزهر طالما نظر إلى الحركة الإسلامية على أنها مجموعة من الشباب لا يملكون فقهًا راسخًا يمكّنهم من التصدي للدعوة الإسلامية، واعتبرهم يسعون لملء مكان الأزهر، كما أن الحركة الإسلامية -وخاصة شريحة الشباب- كثيرًا ما بادلت الأزهر الاتهامات بوقوفه الدائم في صف الدولة وعدم قدرته على بلورة موقف مستقل يخدم الإسلام وقضاياه.
هذا التراشق بين الطرفين أضاع على الأمة والدعوة فرصًا عديدة للاستفادة من الطاقة الكامنة في الجانبين.. الأزهر بعلمائه ومفكريه، والحركة الإسلامية بشبابها وحماسها.
فهل من الممكن أن يفتح د. أحمد الطيب هذا الملف الشائك ويمد جسور الحوار والتواصل مع الحركة الإسلامية شبابًا وشيوخًا، خاصة وأنه يتبنى نهج الحوار مع الغرب، والأقربون هنا أولى كما يقال، أم أن الأمور لن تراوح مكانه وأن الأزهر سيستمر في تفويت فرصة رائعة لاحتضان شباب مليء بالحيوية والفتوة والأهم مليء بحب الإسلام، علمًا بأن الحركة سارعت إلى تقديم التهنئة له على المنصب الجديد، متمنية له النجاح في مهمته؛ حتى يصبح الأزهر منارة للعلم والإسلام الصحيح؟.
ثالثًا: مجابهة التطرف العلماني
فبالرغم من أن الفكر العلماني لا يحظى بقواعد شعبية تُذكر، إلا أنه مازال يسيطر وبقوة على مفاصل الإعلام والثقافة في مصر بصورة مكَّنته من تسخير وسائل الإعلام والثقافة الرسمية للنيل من ثوابت الإسلام وعقائده وإعلاء كل صاحب فكر معادٍ للإسلام.
وقد استطاع هذه اللوبي العلماني أن يدعم من مكانته بتحالفه المشبوه مع الأجندة الطائفية والصهيونية.
ولا يكاد يمر وقت إلا ويعمل هذا اللوبي على تفجير المجتمع بإثارة أزمات تمس عقيدة الأمة؛ كأزمة رواية "وليمة على أعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر، وأزمة منح الشاعر الماركسي على سالم جائزة الدولة التشجيعية على قصيدته "في شرفة ليلى مراد"، والتي يسخر فيها من الذات الإلهية، إلى غير ذلك من الحملات شبه اليومية على الحجاب والشريعة والآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتضمنة في المناهج الدراسية.
ولا يسْلَم الأزهر من الشرر المتطاير من الحلف العلماني – الطائفي الذي يصر على تمييع صورة الأزهر في الحس الجمعي بتبنِّيه مطالب تدعو إلى فتح باب الاختلاط في جامعاته ومعاهده، والدعوة إلى فتح أبوابه أمام غير المسلمين، إضافة إلى أن لهذا اللوبي من أدوات التجريس والتشهير ما يجعل الكثيرين يجبنون عن مواجهته أو حتى الاقتراب منه، فهل من الممكن أن يفعلها شيخ الأزهر، ويضع حدودًا ويخط خطوطًا حمراء لا يستطيع هذا اللوبي أن يقترب منها؟
رابعًا: معالجة قضايا الأقليات المسلمة
ظل الأزهر طوال تاريخه الطويل يُنظر إليه على أنه الممثل الأكبر للأقليات المسلمة في العالم؛ نظرًا لتوافد العديد من أبناء هذه الأقليات للدراسة في الأزهر، مما مكّن الأزهر من احتلال مكانة سامقة في نفوس هذه الأقليات، والتي تواجه اليوم مشكلات جمة تتمثل في التهميش السياسي والثقافي الذي تعاني منه في بلدانها، ومحاولة القضاء على هويتها الثقافية والعقائدية، والنعرات الطائفية والعرقية التي تعاني منها.. إلى غير ذلك من حلقات سلسلة طويلة من التحديات التي تفرض نفسها على هذه الأقليات، والتي تحتاج إلى سند وظهير لها، يمكِّنها من التصدي لتلك التحديات.
ولا ننسى أن اهتمام الأزهر بالأقليات تعرَّض إلى هزة شديدة عقب وقوف شيخ الأزهر الراحل د./ محمد سيد طنطاوي بجانب فرنسا في منعها للحجاب، وتصريحه عقب لقائه بساركوزي – وزير الداخلية آنذاك – أن ذلك الأمر شأن داخلي خاص بفرنسا، مما تسبب في تفجير موجة من الغضب العارم ضده، بعد أن عقد الكثيرون آمالاً على وقوفه بجانب الحجاب.
فهل يمكن للدكتور أحمد الطيب بشخصيته المتزنة وانفتاحه العلمي وإيمانه بأهمية الحوار بين مختلف الثقافات أن يحقق آمالاً عريضة يعقدها عليه كثيرون ممن أحبوا الأزهر وانتموا إليه علميًا أو وجدانيًا على الأقل؟!
| |
|
Admin المدير العام
الابراج : العمر : 55 عدد المساهمات : 2485 تاريخ التسجيل : 21/08/2009 نقاط : 10057 الموقع : www.fadfadam3a
| موضوع: رد: الطيب شيخًا للأزهر.. آمال هل تتحقق؟ ........منقول الأربعاء مارس 31, 2010 1:43 pm | |
| بارك الله فيك مشكووووووور يا حاج حسام علي المجهود الرائع ونتمني ان يعود الازهر كسابق عهده | |
|