عمار الشريعى: أعلن توبتى فى حالة وصول السلفيين للحكم
المصدر : بوابة الشروق
الحوار مع الموسيقار الكبير عمار الشريعى دائما ما يحمل إجابات تثير الجدل فى الشارع المصرى بأكمله وليس المهتمين بمجال الموسيقى والغناء فقط لأنه بطبعه يمتلك ثقافة عريضة تمكنه من الحديث بشكل أكثر جرأة..
يبنى إجاباته على خبرات جمعها من حياته العملية وعلاقاته المتشعبة فى شتى المجالات لذلك دائما ما تقترن إجاباته بحكاية لتأكيد فكرة عندما تتحدث معه عن الغناء وحكمه فى الإسلام تجد هناك حكاية جمعته بهذا الشأن مع الإمام الجليل الشيخ الغزالى، وعندما تحدثت إليه فى حقوق الملكية الفكرية باعتبار أن تفعيل القانون الخاص بها يمنح صناعة الموسيقى قبلة النجاة وجدته أيضا مختلفا فى إجابته..
حيث فاجأنا فى اجابته بأن الأمر متوقف على من سيحكم مصر عقب هذه الفترة سواء كان السلفيون او الإخوان أو أحد المؤيدين للدولة المدنية، واشار الى تلقى مكالمة هاتفية من القيادى الاخوانى عصام العريان.
فى البداية قال «فى الماضى كان من الصعب تقليد الاسطوانة لوجود حماية لها بداخلها إلى جانب أن التكنولوجيا لم تكن قد توصلت بعد إلى فك الشفرة الخاصة بها.
ثم انتقل إلى قصة عن علاقة المنتج بالملحن وكيف كانت فى الماضى مبنية على حماية كل منهما للآخر. وقال: عام 1978 منحه المنتج موريس اسكندر 15 ألف جنيه لعمل ألبوم كامل لسميرة سعيد ورحل اسكندر قبل انجاز اى شىء فى الألبوم، مما جعلنى أتحدث لابنته عن طريق المطربة لطيفة لرد المبلغ، ولكنها قررت أن انجز بها ألبوم لطيفة «ارجوك اوعى تغير» وأقصد من وراء هذه الحكاية أن اقول هذا الرجل لم يحصل منى على ايصال باستلام المبلغ لثقته بى وانا بعد رحيله اتصلت بابنته لكى ارد المبلغ هذا يؤكد الثقة المتبادلة بيننا ونفس الشىء كان يحدث مع محسن جابر.
كثيرا ما اقترضت منه، دون ورقة وكان يسترد فلوسه فى اقرب تعاون بيننا. هاشم يوسف أيضا قدمت له البوم إعادة توزيع أغانى فريد الأطرش بالتقسيط لعدم قدرته على سداد 5 آلاف جنيه لذلك نحن أيضا سرنا جنبا إلى جنب فى مكافحة الاعتداء على حقوق المصنفات الفنية، عندما تحدث الموسيقار عبدالوهاب إلى الرئيس الراحل أنور السادات موضحا خطورة تزوير الألبومات مما جعله يسارع بإنشاء شرطة المصنفات الفنية.
الأمر لا يخص المنتج فقط لأن الغناء منظومة كبيرة يبدأ بالمؤلف والملحن والمطرب والمنتج وتنتهى فى الاستديو حيث الموزع الموسيقى ومهندس الصوت إلى مرحلة الطبع.
هذا القرار الذى أصدره السادات قام بتحفيز الشركات على الإنتاج وهنا لابد من سرد حكاية أخرى.. فوجئت بالمنتج محسن جابر يطلب رأيى فى لحن وضعه الموجى للمطربة عزيزة جلال بعنوان «هو الحب لعبة» ووقتها قلت هذه اغنية للسميعة وبمجرد طرحها حققت مبيعات خيالية وأتصور لو لم يكن محسن مغامرا لتخوف من طرحها لكن هذا يؤكد أن السوق كانت تستوعب، ولو صنعت مثل هذا العمل لن تجرؤ شركة على طرحها لأن الانترنت ضرب كل شىء.
وأصبحت مقولة طارق نور «ليه تدفع أكتر وانت ممكن تدفع اقل» هى السائدة وبالتالى تحميل الألبوم ارخص وهو ما جعل الكل متخوفا من الإنتاج.
نأتى للحل وهو أن اليد الواحدة لا تصنع تاريخا او حلولا، نريد أن تعود العلاقة بين صناع الأغنية الى قوتها وقدرتها على مواجهة الكوارث. احنا فى عصر مبارك كنا ادوات للتسلية وفى عصر السادات كنا فنانين ننال كل تقدير منه لأنه كان فنانا وكان عندما يستمع للشعر يستكمله وعبدالناصر كان يعتمد على الفن كمكمل لدور الدولة.
ويضيف عمار: المرحلة القادمة هى مرحلة الضبابية ما حدش عارف حاجة لذلك فالحلول سوف نناقشها على حسب من سيأتى على رأس الحكم.. مثلا لو وصل السلفيون للحكم أنا شخصيا سوف اعتزل التلحين وأعلن توبتى عن الجاهلية التى كنت أعيش فيها واقصد بالجاهلية الفن، وبالتالى لن تكون لنا طلبات لأننا نعرف أحكامهم عن الغناء مسبقا.
وبالنسبة للإخوان فالأمر سيكون معلقا لأننا لا نعرف ماذا سيفعلون؟ وان كنت متفائلا بهم بعد المكالمة التى دارت بينى وبين الدكتور عصام العريان قبل مرضى ردا على ما قلته من أن شباب الإخوان استقبلونى بالأحضان فى اثناء زيارتى لميدان التحرير وقالوا لى انهم يسمعون اعمالى ومشكورا تحدث الى وكان كلامه ممتعا لدرجة انه فاجأنى بأن عبدالمنعم مدبولى ظهر لأول مرة من خلال مسرح الاخوان وعندما تعجبت من كلامه وقلت لماذا لا تعلنون ذلك للناس قال نحن لسنا شطارا فى كل الامور. يقصد انهم لا يجيدون طرح ذلك من خلال الإعلام.
وطلبت مجموعة كتب للقراءة عن فكرهم فوعدنى بالزيارة وبالفعل تحدث الى أكثر من مرة أثناء مرضى ولم استطع أن أتواصل معه بسبب ظروفى الصحية لكننى متعطش لهذا اللقاء فهو له عندى فنجان قهوة وانا لى عنده الكثير من الكلام الذى أتشوق لسماعه خاصة انه وعدنى بأننى سوف اضع اول نشيد للإخوان.
** قاطعت الموسيقار عمار الشريعى.. رغم هذه المكالمة مازالت متخوفا.. قال: هى حيرة اكثر منها اى شىء آخر لأن نظرتهم للفن غير واضحة...
رغم اننى قرأت للمرشد العام محمد بديع كلاما يقول انهم مع الفن المحترم وضد اى شىء هابط ونحن معهم فى هذا لكننا نريد توضيحا اكثر.
أما لو تحدثنا عن الحكومة الحالية ومدى استعدادها لحل مشاكل الموسيقيين المتعلقة بحماية الملكية الفكرية فالأمر صعب لأن عصام شرف لديه هموم الدنيا وهناك مشاكل اكبر ومشكلتنا تبدو «خيبة» أمام قطاع عريض من الناس تبحث عن لقمة العيش، والفتنة الطائفية التى تطل برأسها.
لكننا مستقبلا سوف نتصدى بقوة من اجل حماية حقوقنا وسوف نتواصل مع الجمعيات الدولية التى ترعى هذا الأمر على المستوى العالمى لأنهم عالميا بدأت الشركات تنتعش مرة أخرى والدليل أن كل الألبومات القديمة لمايكل جاكسون وفريق الابا بدأت تعود مرة أخرى لتحقيق مكاسب.
وأضاف الشريعى المشكلة فى مصر أن المسئولين غير فاهمين بمعنى انك لوتحدثت مع احد القيادات بشأن حقوق الملكية الفكرية سوف تجد رده هو «انت عاوز تقبض مرتين فى اللحن» او تجده يقول لك «يعنى إيه طلعت عينك فى حتة مزيكا» والى جانب تطبيق القانون لابد من عمل توعية للناس ولابد أن تعى الدولة أيضا أن لها مصلحة كبيرة فى عودة هذه الصناعة وحماية الملكية الفكرية لأن هذا الامر سوف يجعلنى شخصيا اخفض اجرى بدلا من الحصول على مبلغ قطعى وسوف احصل على أجرى الطبيعى لأننى اعلم أن هناك مردودا آخر ناتجا عن حقوق الملكية الفكرية.