اتيت اليكم بمعلومات عن جمهورية تونس العريقة
كانت تونس - موطن مدينة قرطاج العريقة - دولة هامة لفترة طويلة في حوض البحر الأبيض المتوسط، و قد ساعدها على ذلك موقعها الذي يتوسط شمال أفريقيا وقربها من خطوط الملاحة الحيوية، و قد أدرك الرومان والعرب والعثمانيون والفرنسيون - كل في عصره - أهميتها الاستراتيجية، وجعلوها مركزا للتحكم في المنطقة.
عادت تونس إلى الواجهة مرة أخرى مع الاحداث التي بدأت في ديسمبر/ كانون الثاني 2010 وواسلت تصاعدها في الشهر الأول من عام 2011.
قاد الحبيب بورقيبة تونس لثلاثة عقود بعد انتهاء الإستعمار الفرنسي عام 1956، و قد انتهج بورقيبة طريق الأفكار العلمانية مثل تحرير المرأة وإلغاء تعدد الزوجات والتعليم المجاني الإجباري، لكنه أخذ في توسيع صلاحياته حتى صار يوصف بالديكتاتور.
ثم عُزل الحبيب بورقيبة عام 1987 على أساس أنه لم يعد في كامل قواه العقلية، و جاء زين العابدين بن علي إلى الحكم، وواصل سياسة متشددة ضد المتطرفين الإسلاميين، ولكنه ورث بلداً مستقراُ اقتصادياً.
وعلى الرغم من ادخال حرية صحافة واطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين فإن جماعات حقوق الإنسان انتقدت معاملة الحكومة لمعارضيها. ويواجه بن علي انتقادات في الداخل والخارج بسبب نسبة الـ 99,9% . كما استنكرت المعارضة التغييرات التي أدخلها على الدستور لتمديد فترة بقائه في المنصب لولايتين.
وتنعم تونس بالرخاء مقارنة بجيرانها، كما تربطها بأوروبا علاقات اقتصادية متينة. ويعمل في القطاع الزراعي جزء كبير من اليد العاملة، وتستغل الأراضي الجافة لزراعة النخيل وأشجار الزيتون. وإضافة إلى القطاع يدر القطاع السياحي مداخيل هامة، فقد صارت المنتجعات التونسية قبلة لملايين السياح الأوروبيين.
ورغم انخفاض مستوى العنف السياسي في تونس، لكن الحركات الإسلامية في هذا البلد المغاربي صارت مصدر قلق للسلطات. وقد تراجعت المداخيل السياحية بعد عملية انتحارية استهدفت عام 2002 معبدا يهوديا في منتجع جزيرة جربة جنوبي البلاد، وأسفرت عن مقتل واحد وعشرين شخصا.
وقد لقي بضعة عشر من المشتبه في انتمائهم إلى حركات إسلامية مصرعهم في عمليات تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن في أواخر عام 2006 وبداية سنة 2007. ويقول حقوقيون إن السلطات تعتقل المئات بشبهة الانتساب إلى مجموعات مسلحة وذلك منذ أن منحت صلاحيات اعتقال واسعة سنة 2003.
ولكن من الملاحظ أن الاحتجاجات الشعبية على الوضع الاقتصادي، ونفوذ السلطة السياسية، شكلت تحدياً أمنياً لتونس، منذ اندلاعها في اواخر عام 2010 وبلوغها مديات واسعة في يناير/ كانون الثاني 2011.
يُنتَخب الرئيس مرة كل خمس سنوات عن طريق تصويت عام، و قد أعيد انتخاب الرئيس زين العابدين بن علي لولاية رئاسية رابعة في ثاني انتخابات رئاسية متعددة عام 2004.
كان من المفترض أن تنتهي رئاسة بن علي في عام 2004 ولكن في أيار /مايو 2002 حصل على الدعم في استفتاء حول تعديلات للدستور بما ضمن بقاءه لفترتي رئاسة أخرى.
ولد الرئيس زين العابدين بن علي في الثالث من شهر سبتمبر/ أيلول عام 1936 في حمام سوسة، وتخرج من المدرسة العليا متعددة الأسلحة في سان سير ومدرسة المدفعية في شالون سور مارن والمدرسة العليا للمباحث والأمن بفرنسا، و عمل سفيراً لتونس في العاصمة البولندية وارسو عام 1980 ورئيساً للوزراء عام 1987.
أدى بن علي اليمين ليصبح رئيس تونس الجديد عام 1987 بعد ان أعلن سبعة أطباء أن الرئيس الحبيب بورقيبة غير قادر على الحكم بسبب الخرف.
وتقول جمعيات معنية بالحقوق المدنية وعدد من المعارضين السياسيين إن نظام الحكم في تونس استبدادي يتستر تحت طلاء من التعددية. ويقولون كذلك إنه قيد حرية التعبير ورمى المعارضين في السجون، وهو ما تنفيه الحكومة.
على الرغم من أن الدستور التونسي يضمن حرية التعبير والرأي فإن الحكومة تسيطر سيطرة مُحكمة على الصحافة والبث الإذاعي والتلفزيوني.
وتدير هيئة الإذاعة والتلفزيون التونسية الملوكة للدولة قناتين تلفزيونيتين، وعددا من الإذاعات.
وتحظى القنوات المصرية والعربية باهتمام الجمهور التونسي. كما يمكن التقاط قناتي المستقلة والزيتونة المعارضتين واللتين يوجد مقراهما في لندن. وحتى عام 2003 كان قطاع البث الإذاعي حكرا على الدولة.
يحرم قانون الصحافة التشهير و التحريض - رغم تعريفهما الفضفاض - تحت التهديد بفرض غرامات والمصادرة والسجن، و تقول المنظمات المعنية بحقوق الإنسان إن ترهيب الصحافيين شائع. وتخضع الصحف لرقابة مشددة رسمية وذاتية.
وتعتبر مناقشة قضايا الفساد وحقوق الإنسان من المحرمات. وتتعرض المنشورات والصحف الأجنبية بما فيها الفرنسية أو العربية إلى الحجز مرارا. ويعرف المشهد الإعلامي صدور بعض الصحف المملوكة للخواص، من بينها صحيفتان معارضتان.
ويخضع الإنترنت إلى رقابة شديدة. وتتعرض المواقع المنتقدة للنظام إلى المنع. وقدر عدد مستخدمي الشبكة بحوالي 1,7 مليون شحص في مارس/ آذار 2008.